صعود العُلا- قصة نجاح سريع وتأثيره على أندية المدينة

المؤلف: سامي المغامسي10.02.2025
صعود العُلا- قصة نجاح سريع وتأثيره على أندية المدينة

• سطع نجم نادي العُلا في سماء الرياضة، محققًا قفزات نوعية خلال فترة وجيزة، حيث ارتقى فريق كرة القدم بثبات من الدرجة الثالثة وصولًا إلى دوري الدرجة الأولى "يلو". هذا الصعود المذهل يعكس طموحًا جموحًا ورؤية استراتيجية قادت الفريق إلى المقدمة. ولم يقتصر التألق على كرة القدم، بل حقق فريق كرة السلة إنجازًا لافتًا بحصوله على المركز الثاني، مما يؤكد التفوق الشامل للنادي في مختلف الألعاب.

• في أوساط المجتمع الرياضي بالمدينة المنورة، يتردد سؤال ملح: هل صعود العُلا كان على حساب تراجع ناديَي أُحد والأنصار العريقين؟ وكيف استطاع العُلا أن يحقق هذا الصعود الصاروخي بعد أن كان نادياً غير معروف؟ هذه التساؤلات تعكس قلقًا مشروعًا على مستقبل الرياضة في المدينة، خاصة في ظل الإمكانيات المحدودة التي يمتلكها العُلا، حيث يفتقر إلى مقر خاص ويتدرب على ملاعب مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز. يرى البعض أن العُلا استفاد من استقطاب لاعبين من أُحد والأنصار، وهو أمر طبيعي في عالم الاحتراف، حيث يسعى اللاعب دائمًا لتحسين وضعه المادي والاحترافي، خاصة إذا لم يحصل على التقدير المناسب من ناديه الأصلي.

منذ نشأة الأندية في المدينة المنورة، شهدت الساحة الرياضية هجرة للاعبين بحثًا عن فرص أفضل، وكان يُطلق عليهم "الطيور المهاجرة". ومع ذلك، فمن الظلم إلقاء اللوم على نادي العُلا في تراجع أُحد والأنصار، فهو ليس سوى أحد الأندية التي استفادت من انتقال اللاعبين الموهوبين، وهذه الانتقالات تتم وفقًا للوائح والضوابط التي تضعها وزارة الرياضة. هؤلاء النجوم سينتقلون لأي نادٍ يقدم لهم العرض الأفضل، وليس بالضرورة إلى العُلا. وبرأيي، فإن انتقالهم إلى العُلا يعتبر خيارًا منطقيًا كونه أحد أندية المدينة المنورة، وسيمثل المنطقة في المنافسات القادمة، وهو قادر على تحقيق إنجازات بفضل الدعم الكبير الذي يحظى به، والفكر الإداري المتميز، والخبرات المتراكمة.

• لقد نجح العُلا في لفت الأنظار إليه بفضل تخصيصه والدعم المالي الذي تلقاه، وهذا أمر طبيعي يتكرر مع الأندية التي يتم تخصيصها وتحظى بالدعم الذي يمكنها من الوصول إلى الصدارة. فالهيئة الملكية للعُلا قدمت دعمًا سخيًا للنادي بعد الاستحواذ عليه. صحيح أن الدعم المالي يلعب دورًا هامًا، إلا أن الفكر والخبرات الإدارية هما الأساس في تحقيق النتائج والبطولات. يترأس نادي العُلا الأستاذ زياد السحيباني، وهو رئيس القطاع الرياضي في الهيئة، ويتمتع بفكر رياضي رفيع. كما أن المدير التنفيذي الأستاذ وليد معاذ يتميز بكفاءة عالية. وقد تم استقطاب أفضل الإداريين ذوي الخبرة الرياضية، والتعاقد مع أمهر المدربين واللاعبين، مما ساهم في تحقيق العُلا للصعود السريع. لذلك، ليس هناك علاقة مباشرة بين صعود العُلا وتراجع أُحد والأنصار.

• العُلا يتقدم بخطى ثابتة نحو ساحات المنافسة، وقد يكون أحد الفرق الصاعدة إلى دوري المحترفين في الموسم القادم. كما أنه يمتلك القدرة على الفوز ببطولة دوري كرة السلة إذا استمر الأداء بنفس الوتيرة التصاعدية.

• العُلا هو أحد أندية منطقة المدينة المنورة، ولا شك أن الكثيرين يشعرون بالسعادة بصعوده والمستويات المميزة التي يقدمها. صحيح أن هناك استياءً من التراجع الكبير الذي شهده ناديَا أُحد والأنصار، إلا أن ظهور العُلا يصب في مصلحة تطور الرياضة في المدينة المنورة بشكل عام. ومن المهم دعم النادي للاستمرار في تحقيق الطموحات. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيكون العُلا هو سفير أندية المدينة المنورة في المرحلة القادمة بعد تراجع أُحد والأنصار؟

• نتمنى التوفيق لنادي العُلا في مسيرته القادمة، ونتطلع إلى عودة أُحد والأنصار إلى سابق عهدهما على الأقل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة